الكنز المفقود في أعماق الصحراء
في ليلة من ليالي الصحراء الهادئة، كانت النجوم تلمع في السماء والنسيم الصحراوي البارد يتسلل بين خيام البدو. جلست ليلى بجانب جدها الشيخ سعد الذي كان يسرد لها حكايات من التراث العربي العريق. كانت ليلى دائمًا تستمع بإنصات لقصص جدها، ولكن هذه الليلة شعرت بشيء مختلف في نبرته، كان هناك سر ينتظر أن يكشف.
الشيخ سعد تحدث بهدوء وأخبر ليلى عن كنز مخبأ منذ زمن بعيد في أعماق الصحراء. قال لها إنه منذ سنوات عديدة كان هناك شيخ حكيم يُدعى الشيخ حسان؛ هذا الشيخ كان يمتلك خريطة سحرية تقود إلى الكنز. وبعد وفاته، تم تمرير الخريطة عبر الأجيال حتى وصلت إلى ليلى.
عيون ليلى اتسعت بالدهشة وهي تستمع لجدها.
الشيخة سعد: "هذه الخريطة بين يديك الآن يا ليلى، وأنتِ الوحيدة التي يمكنها فك رموزها والوصول إلى الكنز."
بدأت ليلى تتوفر بين الحماسة والخوف وهي تفكر في الرحلة التي تنتظرها.
بعد أن علمت ليلى بوجود الخريطة والحقيقة المخبأة، قررت أنها ستبدأ رحلة البحث عن الكنز في الصحراء. ولكنها لم تكن تنوي القيام بالرحلة بمفردها؛ أدركت أنها ستحتاج إلى مساعدة أصدقائها المخلصين في القرية. توجهت ليلى إلى القرية والتقت بأصدقائها: علي، نورة، وسامي. أخبرتهم بقصة الكنز وعرضت عليهم الخريطة السحرية. وافق أصدقاؤها بحماس على مرافقتها في هذه المغامرة المثيرة.
علي بنبرة حماسية: "سوف نفعلها معًا يا ليلى! نحن فريق واحد ولن نتراجع."
بدأ التحضير للرحلة، جمعوا الإمدادات والماء، وجهزوا الجمال للرحلة الطويلة أمامهم في الصحراء. كانت قلوبهم مليئة بالأمل والإثارة، وكل منهم يتخيل ما يمكن أن يكون هذا الكنز الأسطوري.
في بداية رحلتهم في الصحراء، واجه الفريق تحديًا كبيرًا وهو العواصف الرملية التي كانت تعصف بهم بشدة. كانت الرمال تحجب الرؤية وتصفع وجوههم بعنف، مما جعل من الصعب جدًا رؤية الطريق الصحيح. علي كان يحمل الأمتعة ويحاول حماية عينيه من الرمال، بينما نورة وسامي كانا يجرّان الجمال بحذر.
ليلى بصوت يحمل الثقة: "لا تقلقوا، الخريطة السحرية ستوجهنا بشكل صحيح. علينا فقط الاستمرار في التحرك حتى تزول العاصفة."
وبالفعل، كان للخريطة تأثير سحري؛ حيث كانت تضيء بوميض خافت ينير الطريق أمامهم رغم العاصفة. استمروا في المسير بخطى ثابتة وقلبهم ملىء بالأمل رغم الصعوبات.
بعد ساعات من الكفاح، بدأت الرياح تهدأ والعاصفة الرملية تتراجع. وقفوا لالتقاط أنفاسهم وتفحصوا الخريطة مجددًا. بدت ملامح الطريق واضحة أمامهم وكانوا مستعدين لاستئناف رحلتهم نحو الكنز المفقود.